من هو المقرف؟

بقلم أحمد أبو ذكــــــــــاء
أصبح القرف أسلوباً عاماُ لحياتنا يحيط بنا من كل جدب وصوب ، وكما مات بنا كل شئ جميل بالتدريج حتى أصبح القبح هو ما يتجكم في حياتنا ، والغريب إننا قتلنا كل ما هو جميل مع سبق الإصرار والترصد ، وتسابقنا في إطلاق مبررات واهية لذلك ، من نوعية الناس مينفعش معاها غير كدة ، والطيب ملوش مكان في هذا الزمان ، متناسيين أن كل ما قتلناه لابد وأن نكتوي بنار رائحته العفنة ، لا تصدق نفسك لن تهنأ في حياتك بما  إقترفته يداك في حق وطنك من عداوة لنفسك ولجيرانك ، لابد وأن تدفع ثمن ما تدنست به يداك ، من جرائم أو حتى موقف سلبية ضد هجمة القبح والقرف التي سمحنا لها أن تنتصر لسنين طوال ، نحن من سمحنا للمقرفين في أن يعيثوا في الأرض فساداً نحن من سكتنا وأهملنا ، نحن من دافعنا عن كل مظاهر القرف بمبررات لا تنتهي ، فالفقير الذي إستحل ما لا يستحق هو مقرف وليس فقره مبرراً ، والغني الذي إغتصب ما لا يملك هو مقرف وليس غناه حصانة له ليفعل ما يشاء ، فالقرف ليس حكراً على طبقة إجتماعية بعينها ، أو لوظيفة معينة أو لصاحب دين معين ، لذا لا تجعل أيً من هؤلاء مبرراً لكل لتدافع عن مقرفاً عن مجرماً في حقك وحق وطنك ، هذا هو أضعف الإيمان كما أمرنا رسول الله الصمت وليس الدفاع عن الخطأ ، أما من يرفض أن يكون في خانة الضعيف ، فالحل الأقوى هي المواجهة ، وهنا لا أقصد بالطبع التغيير باليد أو بالعنف ، ولكن أقصد التوعية المستمرة للمقرفين الذين هدموا كل شئ جميل ، الموظف المهمل مقرف فلنواجهه ، البائع الجائل مقرف فلنقاطعه ، سائق التاكسي غير الملتزم بتعليمات المرور مقرف فلنناقشه ، وغيرها من تلك المظاهر المقززة التي هي وراء كل مشكلات حياتنا ، كل ما تحتاجه منا مواجهة واعية لتعود الأمور لنصابها .

0 التعليقات:

أضف الموضوع لحسابك