غريزة القطيع وسقوط يوميات زوجة مفروسة



بقلم أحمد أبو ذكــــاء

بعد متابعتي لعدد من المسلسلات الرمضانية والتي زاد عددها عن ستون مسلسلاً ، من السهل الوصول لقرابة الأربعون منها لتداولها على قنوات الدش المفتوح ، إستقر بي الحال لمتابعة مسلسلي أستاذ ورئيس قسم للزعيم عادل إمام ، ومسلسل يوميات زوجة مفروسة أوي للثنائي الرائع داليا البحيري وخالد سرحان وإخراج المبدع الشاب أحمد أنور ، الغريب في الأمر إنني لم أهتم بمتابعة العمل في البداية ، وإهتممت بمتابعة أعمال أخرى إنتشرت الأخبار قبل رمضان إنها حتكسر الدنيا بالمفهو الفني العتيق ، مثل لهفة بطولة دنيا سمير غانم وغيرها من الأعمال ، بل أن الأخبار إنتشرت عن توقع سقوط العمل الفني يوميات زوجة مفروسة أوي ، حتى إنني تعبت حتى أجد منتدى يحمل حلقات المسلسل (هرباً من مشاهدة المسلسل تلفزيونياً بعد إنتهاك القنوات الفضائية لآدميتنا وعرضها لضعف فترة أي مسلسل كإعلانات) ، فوجئت أثناء بحثي بأن المنتديات تضع المسلسل في آخر إهتماماتها ، وأخذت أتساءل عن السبب في نشر أخبار مغلوطة ، ورددت على فسي ببأن إختلاف الأذواق والأراء شئ طبيعي وصحي ، إلا إنني فوجئت بذات نفس النقاد الذين روجوا لأعمال بعينها قبل أن يروها ، وسقطوا أعمال قبل أن تذاع ، يعاودوا الإعتذار علنياً مؤكدين أن الأعمال التي روجوا لها لم تكن على قدر المطلوب ، كل هذا لا يشغلني فمنذ أن ولدت وأنا أعيش وسط أناس تتحكم فيهم غريزة القطيع ، وتحركهم أي أشاعة مهما كانت غير منطقية ، لكن ظننت إنه بعد قيام ثورتين ونمو الوعي لدى أغلب الناس لربما يتغير الحال ، ولكني أتفاجئ يوماً بعد يوم بإنني واهم أعيش في أحلام لا أستتيقظ منها إلا على واقع مرير ، هل وصل الحال إنه في أتفه الأشياء وأبسطها تسيرنا غريزة القطيع بهذا الحال ، لا أعرف ولكني متأكد بإنه يجب أن يتغير كل منا ، يجب أن يكون له رأي مستقل مبني على البحث والتدقيق والإستماع لمختلف الأفكار والأراء ، ثم الإقتناع بوجة النظر معينة ، لماذا هذا الإستسلام المخزي لماذا تسلم عقلك لأحد وتسير خلفه دون تفكير ، هذا هو آفة عصرنا لو نظرت حولك لوجدت أن التفكير هو حل لأغلب مشاكلنا ، لو فكرت زوجتك دون أن تسير وراء رأس أمها أو صديقتها لكان حال كثير من البيوت أفضل ، وبنفس الطريقة لو فكر أي إرهابي قبل أن يتبع خطى من يستغل سذاجته وحماقته لما كانت هناك عملية إرهابية واحدة ، أو أي جماعة متطرفة بمنطقتنا .
ربما كان جيلنا ومن سبقه قد تربى على كثير من القيم المغلوطة بخصوص هذا الموضوع ، وهو ما أتاح لكل مغرض في إستغلال غياب القدرة على التفكير الإستباطي والإستنتاجي ، ربما كان للتعليم دور ، ولكن يجب على كل منا أن يبدأ من اليوم بنفسه وبولده ، في تشغيل هذا العضو المهمل من جسمك والذي ميزك الله به عن سائر خلقه وهو العقل ، فأنت بدون عقلك بالتأكيد حيوان .


0 التعليقات:

أضف الموضوع لحسابك